( لا تكن أسير ماضيك )للكاتبة ريتاج سليمان
اسأل نفسك الآن وكن جاداً وصادقاً مع نفسك ... أين موقعك على أرض الزمن؟ ... وأي صفحات تاريخ حياتك تقلبها وتقرأها وتتمعن فيها وتتأملها؟ إن لأرض الزمن جهات ثلاثاً : ماض وحاضر ومستقبل ويإمكانك أن تحزم أمتعتك وتسافر أينما شئت دون تذكرة أو جواز سفر ، ودون أن تلتزم مجموعة للرحلة فأنت من قرر إلى أي الجهات يريد أن يرحل ، وما جدوى الرحيل والسفر ، وهل ستطول إقامتك أم ستقصر وأنت أيضاً من يصنع من تلك الرحلة متعة وجمالاً وفائدة ، أو يحيلها مشقة وعناء فتكون رحلة خائبة لعلنا في كل يوم نمارس الرحيل في أرض الزمن نقلع بذاكرتنا إلى الماضي .. نتأمل ملامحه ونطيل النظر في تقاسيمه التي قد تقيد رسم الابتسامة على شفاهنا حين تمر بذكرياته الجميلة وصور البريئة الرائعة المحببة إلى نفوسنا .. وقد تفيض الدموع من أعيننا حين تطأ أقدامنا بعض جراحه ومآسيه فتبدو تلك الجراح كأنها وليدة الساعة .. فلم تجف دماؤها ، ولم يتوقف نزفها ، ولم يسكن ألمها فندخل بحالة حزن ولعلنا نصبح أسرى لذلك الماضي ، فلكل منا ماضيه وكثير منه ما يؤلم وما يبعث إلى النفس ذكرى تلك الجراح لتدميها في ذلك الوقت لكن ألم تسأل نفسك يوما؟! إلى متى؟؟