( الوعي (2) )للكاتبة مجد حذيفة
الوعي (2) الوعي حالة سكينة للفضاء الداخلي للنفس .. وذلك بأن تكون النفس سَكنَت لذاتها ورتبت فوضاها كرَحمٍ يعجُّ بالمتناقضات .. ولكن من أين يأتي الوعي؟ يأتي الوعي من رغبتكَ لأن تكون أنت ذاتك بتجردها من ماضيك وردات فعلك الآلية ..ومن تشويش الأحكام العقلية ب (سيء جيد – جميل بشع – ضار مفيد ) تلك التي تشكل حاجزاً يمنع نظرتك من رؤية الموقف العالم رؤيته الحقة .. وأيضاً يأتي الوعي بجزء منهُ من الحب .. ذلك لأن الحب يخلق المناخ النفسي الملائم لتشكل بذور الوعي الأولى ، فمن احتكاكك النفسيِّ المطوّل بمن تحب تتجرد من تكرارك وتتجدد لاستيعاب خصوصيته وذلك الاحتكاك يجعلك حاضراً في لحظتك وواعياً لمتطلباتها وتمارس أفعالك بوعي مُحبْ ، وأيضاً حينما تحب تحاول النفوذ لأعماق الآخر بصدق واهتمام مُركز فيحفز فيك أصالة الحضور الذي كان غائباً .. فمن أوليات الوعي الحضور في اللحظة بصفاء واهتمام مُركزٍ بها كما أن الحب هو حالة إبداعية تنفتح فيها تجاه الحب بمرونة وتلقائية لا تحمي فيها صورة أناك .. بل تسمح بنسائم المشاركة اللطيفة بأن تدخل نفسك برضا .. وهنا يتوالد الوعي بصورة تدريجية من ذاك الانفتاح والقبول النفسي ..قبول