المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٦, ٢٠٢٠

( الواعظة المتنورة )للكاتبة مجد حذيفة

الواعظة المتنورة في قديم التواجد .. وحيث كان بإمكان الوجود أن يكون قابلا للحكمة وأناسها .. كان هنالك واعظة مستنيرة عَلَّمها الصمت والصبر على تأملها وتألمها ما لم تعلم .. وكان الناسَ يتحلقون حولها كتَحلق التويجات حول الرحيقِ المُعطَّرْ .. وكانتْ أسئلتهم كقطر الندى المتشكلَ في صقيعِ العالمْ.. ومرَّة سألها رجلٌ : لماذا كلما تعلقتُ بأنثى تركتني وحدي أكابد جحودها لقلبي ؟ فأجابت : لأنك في أعماقك آمنت دوماً أنك لست أهلاً للحب .. كن أهلاً للحب .. يكن أهلك .. ، التعلقُ كحبل مشيمة لا مقص له يفتتح الولادة ولا حِراك لك أبعد من مداه وكما تستوجب مراحل الحباة انفصال الجنين عن أمه يتطلب عشقك أن ينفصل عن تعلقه ، لم توجد العلاقات لنتعلق فيها بل لنلمس الإلهي في أراضيها ولا جحود فيمن فارقك لكنه أتمَّ رسالته القدرية وما عاد بإمكانه البقاء أكثر .. ثم سألتها أنثى : لماذا نتلطف للغرباء ونمسهم مس النسيم وأما أقربائنا نخدشهم دون وعي في الصميم ؟ أجابتْ: ذاكَ لأننا كلما تقاربنا زاد تنافرنا .. والإنسان اعتاد على شكلٍ مُوّحدٍ للتقرّبْ وهو الاقتراب حدَّ نفاذ النسيم المقيم ما بين نَفسين ، ولأن الروح ترتاح لقريبها

( انظر إلى ما وراء القول )للكاتبة مجد حذيفة

عندما يقول الأب لابنته : (أنا درستك وعلمتك.. ) يجب علينا أن نلاحظ أن في كلامه تفضيلا عليها فحقيقة هو لم يعلمها ولم يسهر الليالي عوضا عنها حتى أنه لا يعرف ما موادها الجامعية.أو يعرف معدلها السنوي.. لكنه يقصد بكلامه السابق : ( أنا سمحت لك أن تتعلمي وتفضلت عليك بذلك ولا أحد من عائلتي على زماني كان يسمح بذلك.. لأن العلم للذكور ومصير المرأة لبيت زوجها ولا فائدة من علمها) وعندما يقول الأب لابنته : ( أنا صرفت عليك دم قلبي أنت وأخوتك)  يقصد هنا : (أني صرفت عليك كأنثى والصرف على الأنثى تجارة خاسرة لأنها ستركن الشهادة وتتزوج بينما الصرف على الذكر فهو تجارة رابحة لأن الذكر امتداد للأب ولنسبه الظاهر بين الخلق أما انجازات المرأة فمهما علت فهي مهمشة ولا تقارن بما فعله الذكر ابن أبيه)  لذا علينا أن نعي ما وراء الكلام من مقاصد لكي نفهم كيف نعالج الفكر المقلل من شأن المرأة.. وذلك لا يعمم على كل الٱباء فمنهم من يساوي الرجل بالمرأة في المعاملة الوالدية ويراعي توجهاتهم المستقبلية ولابد من الإشارة إلى أن ذلك لا علاقة له بتعليم الأب أو عدمه فكثيرا ما نرى آباء يقدرون أبنائهم نساءاً كانوا أم رجالاً

( الشخص المستفز )للكاتبة مجد حذيفة

المستفز كائن لم يعد يحتمل تعاملا أقل من تصوراته عما يستحق لنفسه وعمله ؛ لذلك فضل ان يضع لافتات طرقية تحذيرية حمراء في الطرق المؤدية إليه تفزز عصب الاخرين لوجوده واهميته ليحرك مياه التجاهل الراكدة في عيون الاخرين نحوه .. لكنه لم يعلم أن الانتصار المؤقت ل / الانا / الذي يدعى الاستفزاز في الحروب الكلامية .. يضغط على ازرار الانفجار العشوائية لدى الاخرين في وجهه .. وانه على الرغم من كونه ضحية لمجتمع لا يقدر  الاخر مهما افنى نفسه في العطاء و لا يفسر الا ردود الفعل السطحية .. لن يحصل على مقصده العميق .. وعلى العكس سيبادره الاخرون في حال كبحوا غضبهم بعيون ناقمة في عمقها تساؤل رهيب .. هل تظن ان ضحكة نصرك باستفزازي ستجعلني احبك ؟ لا طبعا .. وكما تتعانق الاصابع التي امسكت بيدك يوما .. ستتباعد لزوايا اشبه بتلويحة مودعة لك ! لذا يا صديقي المستفز الذي ربما أكون انا في موقعك من الحزن كثيرا واستفز الاخرين مثلك لاسترد حقي بالانتصار على قلة التقدير .. حاول أن تعود للخطوط الأولية التي ابتدى منها رسم جراح عدم تقدير الاخرين لك .. حاول ان تعيد صياغة هذا الجرح على شاكلة ذراعين تختصران العالم في عناق كله تف